samedi 20 novembre 2010

"الأستاذ الدهان " مسؤولية السوسيولوجيين المغاربة هي مسؤولية فوق فوهة بركان

عقد طلبة الماستر و الدكتوراه في علم الاجتماع ندوة علمية يوم الجمعة 21 ماي 2010 ابتداءا من الساعة الثالثة بعد الزوال بكلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط وقد حضر لهذه الندوة كل من الدكاترة الأستاذ شقرون رئيس شعبة علم الاجتماع بالكلية و الأستاذ عبد الغني منديب بالإضافة إلى هرم السوسيولوجيا بالمغرب الأستاذ محمد الدهان وقد تطرقت الندوة في موضوعها إلى " سؤال السوسيولوجيا في مغرب متحول" .
قبل أن يأخذ الأساتذة الكلمة في تحليلهم السوسيولوجي لهذا الموضوع تدخل السيد محمد المختاري نائب عميد الكلية حيث عبر عن فخره و اعتزازه بحضوره مع أصدقائه الأساتذة ، ذلك أنه أكد على أنه منذ افتتاح القاعة -التي يأتي تجهيزها في إطار ترميم العمارة ب - التي احتضنت اللقاء ،و الطلبات تتقاطر على إدارة الكلية من أجل تنظيم ندوات حول أهم القضايا و المشاكل التي تتعلق بالمجتمع المغربي بشكل عام من طرف مختلف الشـُعب ، و هذه المبادرات تأتي في مرحلة إعادة إحياء موقع العرفان بتنظيم نشاطات ثقافية و علمية حتى ينسى الطلبة ما يسمى بالمراقبة و الامتحانات و الخروج من الملل و الروتين اليومي الذي يربط بين الطالب و الأستاذ في حجرة الدرس ، كما دعا السيد نائب العميد إلى خلق نادي يجمع طلبة علم الاجتماع في جميع الفصول بشكل موحد و منظم حتى يبقى هذا الإرث مستمر مع الأجيال المقبلة .و من جهة أخرى تدعيم النشاطات و الدينامية التي تقودها هذه الشعبة شعبة علم الاجتماع .
و بعد هذا التقديم من السيد نائب العميد ،أكد الأستاذ شقرون أن الموضوع المقترح يفرض علينا عدة مداخل ، ذلك أننا لا نركز كثيرا على عنصر هام و الذي غالبا ما غيب في الدراسات السوسيولوجية في العالم بصفة عامة خلال الأعوام القليلة الماضية وهو الموضوع المتعلق بالطبقات الاجتماعية.
هناك مجموعة من العوامل كان لها السبب في تحول الطبقات الاجتماعية و خصوصا الطبقة المتوسطة من أهمها التنمية الاقتصادية... تغير القيم ... الدينامية التجارية ... ففي المغرب هنالك ما يقارب 53 في المائة من المواطنين يشكلون الطبقة الوسطى و حوالي 34 في المائة من الطبقة الفقيرة و 13 في المائة من الطبقة البرجوازية العليا إذن فأغلب سكان المغرب هم من الطبقة المتوسطة
63 في المائة حرفيون أو عمال متخصصين في الصناعة
58 في المائة متقاعدين أو غير نشيطين
48 في المائة فلاحون أو عمال فلاحين
40 مستغلين فلاحين في المائة
19 في المائة من الأطر العليا و المهن الحرة
الطبقات العليا مشكلة من 76 في المائة من الأطر العليا
الطبقة المتوسطة هي نقطة تقاطع بين طبقات اجتماعية صاعدة و أخرى نازلة و تعتبر الطبقة المتوسطة أساس الاستقرار الاجتماعي وقد عرفت الدول المتقدمة تدفق كبير لهذه الطبقة نتيجة حركية اجتماعية أفقية و أخرى عمودية :
فأما الحركية العمودية تتمثل بالأساس قي الهجرة سواء الداخلية أو الخارجية هذه الحركية العمودية تؤدي إلى نشوء مدن جديدة و بالتالي مع الزيادة في عدد المهاجرين يتسع المجال الحضري و من تم يكثر عدد العمال و الموظفين و تخلق أنواع تجارة جديدة وقد تختلف الطبقات من مدن لأخرى ، و ما يميز هذه الفئة هي نزعتها الاستهلاكية و هي على استعداد لأن تستهلك بدرجات أكبر .
أما النوع الثاني المتعلق بالحركية الأفقية ، إن التغير في الموقع الاجتماعي ناتج بالأساس مع تطور التمدرس ذلك أن التعليم يساعد بشكل كبير في تكوين الطبقة المتوسطة و بذلك يمكن له أن يخلق لنا صيادلة ...أطباء ...محاسبين...أساتذة ...
و نتيجة لدراسة قامت بها المندوبية السامية للتخطيط أظهرت على أن الطبقة المتوسطة في المغرب هي التي تتوفر على دخل قار ما بين 3500 و 5300 درهم .
إن الطبقة التي يعول عليها في تحقيق التنمية غالبيتها تتوفر على رأسمال ثقافي يؤهلها للعب دور هام في خلق دينامية جديدة وتحولات في المجتمع ذلك أن هذه التحولات لها علاقة بالتحول الديموقراطي فهذا الأخير بشكل عام على مستوى العالم العربي هو المسؤول عن التحولات الاجتماعية فالتحرر و الديموقراطية و المساواة رهينة باستقلالية الطبقة المتوسطة . إن نمو الطبقة المتوسطة نجحت في تحديد الفساد و فصله عن تمسكه بالسلطة .
فإذا كان أصحاب السلطة شركاء في الاقتصاد يصعب على الشركات الأجنبية و المستثمرون الدخول إلى هذه الدول و العمل فيها حيث قال" إن السلطة المطلقة تتحول إلى مفسدة مطلقة"
و بما أن هناك سيطرة حكومية و سياسية منذ الستينات على دواليب السلطة في بعض الدول العربية كسوريا ...مصر...ليبيا ...هذا له انعكاس مباشر على العلم و المعرفة ، على المؤسسات الاقتصادية نتيجة لضعف الأطر و الكفاءات مما صعب مهمة الطبقة المتوسطة التي بقيت أسيرة بين الدولة و الأسرة الحاكمة .
هذا فيما يتعلق بالمداخلة المركزية للأستاذ شقرون ، أما فيما يتعلق بالأستاذ الدهان فقد أكد بأن السؤال المطروح في هذه الندوة هو سؤال جوهري و هو مشكل في حد ذاته يمكن له أن يؤدي بنا إلى "الانهيار".
وقد تساءل: هل لدينا جواب حقيقي عن هذا السؤال ؟؟؟ و هل حققت السوسيولوجيا بالمغرب إنجازا للجواب عن هذا التساؤل؟؟؟
في ستينات القرن الماضي كان السؤال المطروح هو كيف تم الانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحداثي؟؟؟؟ و ما هي الإمكانات التي كانت موجودة أنذاك و المسؤولة عن هذا الانتقال؟؟؟
لقد حدد باسكون ثلاث أنواع من المجتمعات وهي "مجتمعات ناجزة" و "مجتمعات انتقالية " و "مجتمعات مركبة "هذ الأخيرة هي مجتمعات غير واضحة الآفاق و ليست لها طريق مهيئة و هي مجتمعات خليط بين أنماط إنتاج وقد صنف باسكون المغرب في هذا النوع.
نحن الآن في سنة 2010 هل يحق لنا طرح السؤال بنفس الطريقة .
هل المجتمع المغربي الآن له علاقة بالمجتمع المركب؟؟؟
يعتقد الأستاذ الدهان على أن أول سؤال يجب الإجابة عنه هو: ما موقع المغرب داخل المنظومة العالمية ؟؟ و ما الموضع الذي يحتله المغرب داخل العولمة؟؟
يقول كاستيلس أن الرأسمالية العالمية اليوم لا مركز لها و لا هامش بوجود الطرق السيارة الطويلة و أساطيل خطوط الطيران المتطورة و القطارات الفائقة السرعة أصبح العالم مترابط فيما بينه و بالتالي إذا لم يكن أي فرد
. مرتبط بالعولمة فهو مقصى . و هناك لوبيات طبعا تستفيد من هذا الوضع
إن المقاربة الاقتصادية تطرح نفسها بحدة داخل موضوع هده الندوة . إن انتقال المغرب من مجتمع مركب إلى مجتمع العولمة شيء مهم غير أنه هناك شيء آخر أكثر أهمية وهو عدم استفادة جميع الشرائح من هدا الانتقال.يعتبر الأستاد الدهان أن المدن المغربية هي" مختبر هائل" و "بركان" بكل ما تحمله الكلمة من معنى . هذا البركان يرتبط ارتباطا وثيقا بالهجرة الداخلية أي الانتقال من الباوادي إلى المدن.و الأسئلة التي يمكن طرحها في هذا الصدد هي :
إلى أي حد يمكن للدولة حل جميع مشاكل هذه الفئات الكبيرة و المهمشة . و ما تأثير ذلك على الحركات المجتمعية؟؟؟؟ ماهي التصورات السائدة في مغاربة اليوم؟؟؟ ما نوع الأفراد داخل المدن المغربية اليوم؟؟؟
إن مايقارب ال 100000 شخص من المرضى العقليين يتجولون في مدينة الدارالبيضاء لوحدها . وفي الحقيقة هذا رقم مخيف حقا
هناك قضايا مستعجلة يجب على السوسيولوجيين المغاربة التطرق إليها و تحليلها و تفسيرها إن السوسيولوجيين المغاربة في وضع يحسدون عليه فتعدد و تعقد المشاكل الاجتماعية و تشعبها تزيد من صعوبة فهم المجتمع المغربي فهذه مسؤولية فوق "فوهة بركان"
أما بخصوص الأستاذ منديب فقد عبر عن ارتياحه و سعادته لهذه المبادرة حيث يعتبرها مفيدة و تتيح المجال لالتقاء طلبة السنوات الأولى بطلبة الماستر و الدكتوراه من جهة و تعميق العلاقة بين الأستاذ و الطالب الجامعي بشكل عام من جهة أخرى
إن علم الاجتماع هو علم مفيد و لا يمكن خلق التنمية دون معرفة مسبقة بالمجتمع و التحولات التي يعرفها . ومن أهم مظاهر التحولات التي عرفها المجتمع المغربي خلال الثلاثين سنة الماضية هو الانتقال الديموغرافي .
فإذا كان المجتمع المغربي قد استطاع خلق انتقال ديموغرافي خلال مدة ثلاثين سنة فإن الغرب قد حقق هذا الانتقال في 200 سنة . و ما يجب قوله في هذا الإطار هو أنه من الصعوبة بمكان خلق التنمية و التقدم دون التحكم في النمو الديموغرافي . فحسب الإحصائيات فقد سجل المغرب انخفاضا كبيرا في معدلات الخصوبة ذلك أنه في سنة 1969 سجل 7 في المائة كنسبة للخصوبة بمقابل2.5 سنة 2004 ومن ضمن العوامل التي ساعدت على تحقيق هذا الانتقال الديموغرافي تأخر سن الزواج ففي سنة 1960 كان معدل سن الزواج عند الرجال هو 24 سنة أصبح الآن 32 سنة .و بالنسبة للنساء كان 17.5 سنة بمقابل 26.5 الآن . بعد الاستقلال كان المغرب يعيش نموا ديموغرافيا سريعا و قد كانت كل الطروحات تتوقع بأن المغرب سيصل إلى كارثة ديموغرافية حقيقية إلا أن هده التوقعات و الفرضيات لم تكن على المستوى العالي من التنبؤ.
و قد تطرق الأستاد منديب إلى مسألة مهمة و ترتبط ب" الدينامية الإسلامية" الموجودة داخل المجتمع المغربي .حيث أكد على أن الخطر الداهم الآن هو بروز "الحركات الإسلاموية" هده الفئات تتسع و تتقوى داخل المجتمع المغربي ذلك انه يمكن أن تهدد بما قام به المغرب من تقدم منذ الاستقلال
في نهاية المطاف ، هذه الندوة و الندوات السابقة بشهادة الجميع تعبر عن مدى انفتاح الطلاب على الواقع الذي يعيشه المجتمع المغربي بكل مشاكله و قضاياه و الطلاب باعتبارهم منتمين إلى هذا المجتمع و جزء لا يتجزأ منه فإنهم معنيين بهذه الندوات و مطالبين بتحريك مثل هكذا أنشطة من أجل فهم هذا المجتمع الذي يبقى من الصعوبة بمكان فهم العديد من الظواهر المنبثقة و المترتبة عنه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire