samedi 20 novembre 2010

"عبد الغني مونديب :"مشكلة المغرب أنه في وصاية الأميين و هيمنتهم


تحت وطأة الأزمة التعليمية التي يعيشها المجتمع المغربي ، و تحت الاختلالات الحادة التي يعيشها النظام التعليمي بالمغرب ، و الذي برزت نتائجه في التقارير الجهوية و الدولية التي تنتقد البرامج و المخططات الإصلاحية ، هذه البرامج و المخططات  لم تزد الأمور إلى تعقيدا و تدهورا و رجوعا إلى الوراء ، إلى درجة أن هذه التقارير من خلال أبحاثها الميدانية صنفت المغرب في المراتب المتأخرة إسوة مع جيبوتي و الصومال و دول أخرى من طينتها .
       وفي تحليله السوسيولوجي لهذا الأزمة أبى أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط  الأستاذ عبد الغني مونديب ، أبى  إلا أن يخرج عن صمته إزاء هذا الوضع الكارثي و الذي انعكس بشكل كبير سواء داخل المجتمع المغربي  أو حتى داخل  الجامعات المغربية ، و هذا يشكل خطرا كبيرا لمستقبل الأجيال       
 ففي محاضرته ليوم الثلاثاء9 نونبر 2010  : انتقد مونديب النظام التعليمي القائم بالمغرب ، هذا النظام الذي عودنا على طرح الأسئلة بصيغة لماذا ؟ و لا يعلم التلاميذ  كيفية قراءة الكتب و المقالات المختلفة بصيغة السؤال كيف ؟ ويقصد مونديب في هذه الفكرة هو غياب أي منطق في القراءة منهجيا و بالتالي هذا وجه من أوجه الاختلالات التي لم ينظر لها بعين الاعتبار و التي هي  غائبة تماما عند اللجان المسئولة  في برمجة المقررات الدراسية .
    و قد أكد الأستاذ منديب على أن مشكلة المغرب أنه في وصاية الأميين و هيمنتهم ، و المتعلم يحاول إرضاء هؤلاء الأميين على اعتبار أنهم يمثلون الآباء والأمهات ، وبالتالي  التمرد عليهم و مخالفتهم في الآراء ولو كانت غير صحيحة تعتبر من العقوق و تحطيم للتربية التي تربوا عليها ، وهذا ما يحصل داخل المجتمع المغربي ، حيث يعتقد الكثير من الآباء  مثلا على أن نوع المولود تحدده المرأة ،مما ينتج عن ذلك من تطليق و تشردم للعائلات إلى درجة القتل في حالات  كثيرة ، على الرغم من تدريس ذلك في المدارس كون الرجل هو المحدد الرئيس في نوع المولود ، يعجز و يتخوف الأبناء  من التحدث مع الآباء  كي لا يحسبون من العاقين ، وبهذا فالآباء لا يعرفون معنى و كنه التعليم ، فالأمي يعتقد و يتصور التعليم فقط ، و لا يعلم  أنه يغير كينونة الشخص .، و يتساءل الأستاذ مونديب في هذا الصدد : ما دور التعليم إذا لم  يستطع الأبناء المتعلمون توعية آبائهم وتغيير العقليات  الخاطئة الموجودة داخل المجتمع المغربي ؟ إذن فالمدرسة لا تعود الفرد لأن يروج بضاعتها و يستعملها و أن يناقش حولها ، لأنه من المفروض هذا هو الذي يجب أن يحدث ، وبالتالي بث القطيعة مع الأمية و الجهل .
     حاليا في المجتمع المغربي لا نميز بين المتعلم و غير المتعلم -يقول الأستاذ مونديب- ، بمعنى أن معظم المغاربة يدخلون إلى المدرسة يستهدفون بالدرجة الأولى النقطة ، كيفما كانت الوسائل ، فالنقطة هي الغاية ، غير أن  الحصول على المعلومة أو الفكرة تبقى  مسألة غائبة في المغرب إلى حد بعيد ،.إننا سيجنا أنفسنا بمجموعة من الحواجز و رأينا في التعليم النقطة و بعد النقطة الشهادة ، و يتساءل مونديب : كم هي مبيعات الكتب و الجرائد في المغرب بالمقارنة مع أعداد المواطنين ؟ حتما هي متدنية بشكل فظيع .يضيف .
     وقد أكد مونديب ، على أن النظام التربوي الآن يمر من أسوء حالاته ، بل وضع خطير أن نصل إلى هذا المستوى من التعليم المتدني ، و الأسوء أنه لم يقع أي إضراب يناهض و يحتج عن وضع التعليم العمومي بالمغرب هذا التعليم  هو تعليم ملغوم  و مملوء بالأفخاخ، فمن المفروض -بحسب الأستاذ مونديب دائما- أن تغيير لغة التعليم تكون مطالبة  اجتماعية ، فالتدريس باللغة العربية لوحدها تحصر عقل التلميذ و فكره ، و في مرحلة الباكالوريا تبدأ الأمور تتوضح ، فالذي سبق له أن درس في المدارس الخصوصية يذهب إلى كليات الطب و الهندسة ...و من سبق له أن درس في المدارس العمومية تكون وجهته إلى الكليات الأدبية ، على اعتبار توفر الطالب  على لغة واحدة ، و بالتالي يتجه نحو الكتب الصفراء التي تتناول عذاب القبر ، ونقذ للمجتمع بدون عقل و لا منطق .و في نهاية المطاف  إنتاج  أفراد مستعدون لتفجير أنفسهم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire