mercredi 9 février 2011

الأستاذ عبد الرحيم العطري :" أقترح النقد المؤسس كنموذج منهجي سوسيولوجي لدراسة المجتمع المغربي المعقد"



   اعتبر الأستاذ عبد الرحيم العطري النقد المؤسس كمنهجية تضاف إلى باقي الاجتهادات التي قام بها أبرز  السوسيولوجيين المغاربة من أمثال عبد الكبير الخطيبي في نقذه المزدوج ، و مصطفى محسن في نقده المتعدد الأبعاد .
و النقد المؤسس  الذي طرحه عبد الرحيم العطري  هو منهجية للفعل و التفاعل مع القضايا التي تتناولها السوسيولوجيا ، و  هذا النقد المؤسس  كما باقي التصورات الأخرى  فهو  يتبنى قواعد و أسسا معرفية و إيبيستيمولوجية للوصول إلى أنساب الحقيقة -على حد تعبير العطري - وهذا النقد هو متعدد الخيارات لأنه يسعى إلى بناء المعرفة كما يسعى إلى بناء الذات السوسيولوجية ،- وحسب عبد الرحيم العطري دائما - فإن لهذا النقد المؤسس  خطوات و قواعد ومن أهم هذه القواعد:
1- القطع مع الحس المشترك : من أجل الانتماء إلى المعرفة السوسيولوجية من المفروض بث القطيعة مع أفكار و ترديدات
 الحس المشترك
2- الاعتراف بثقل التاريخ : بمعنى أية واقعة اجتماعية يستهدفها الباحث السوسيولوجي لابد له من العودة إلى تاريخها  و شروط إنتاجها الأولية و باعتبار أيضا أن الظواهر التي يعيشها الإنسان في حاضره هي ظواهر تمتد جذورها في التاريخ
3- الملاحظة  العلمية : وهي مسألة ضرورية للسوسيولوجي  و مهمة له على اعتبار ما قد يكتنف في الظواهر من أسرار  وغموض تستلزم نظرة أعمق و أكثر تفحصا من الاستعمال البسيط للملاحظة .
4- الانفتاح بدل الانغلاق : بمعنى الانفتاح على معارف متعددة على علوم أخرى لمقاربة الظاهرة الاجتماعية ، فالاقتصار على علم الاجتماع حسب العطري مسألة ناقصة و لا تساعد على اكتمال المشروع السوسيولوجي
5- التعدد المنهجي : الاستمارة وحدها بحسب العطري غير كافية لإنجاح البحث السوسيولوجي ، فالتمسك بالتقنيات الكمية  و الكيفية معا و الاختيار المناسب لها هو الحل في نظر العطري للوصول إلى نتائج علمية تقارب الحقيقة .
6- طرح السؤال : بمعنى أن أي موضوع سوسيولوجي بالإضافة إلى ما سبق هو رهين بطرح السؤال وهي نقطة مهمة و ضرورية في علم الاجتماع ، فمن الضروري اختيار السؤال المعقد و الصعب  الذي يفتح آفاق للتفكير و التمحيص العميق .
7- مفتاح التراتب : التراتب الاجتماعي بحسب العطري هو المفتاح لفهم المجتمع المغربي  ، فالتراتب الاجتماعي هو الذي يصنع الحقيقة ،
    وقد تساءل عبد الرحيم العطري عن شكل و بنية المجتمع المغربي ، فقبل أن يكون مجتمعا مركبا إسوة مع طرح بول ياسكون ، أو مجتمع متعدد الأبعاد الذي طرحه مصطفى محسن ، أو مجتمع نامي كما طرحته بعض الدراسات الاقتصادية  ، فهو "مجتمع  تراتبي" بالدرجة الأولى  حسب العطري ، باعتبار أن التراتب هو شرطه الوجودي ، لأن كل العلاقات و الأفعال الاجتماعية هي مبنية على التراتب ، فنظام الطبقات ينعكس على مستوى القيم و السلوكات و الممارسات بدليل حسب العطري دائما أن عالم المخدرات نفسه يعيش التراتب فهناك مخدرات ذات الثمن المتدني و تقصده الطبقة المتواضعة و هناك المخدرات ذات الثمن العالي و يقصده الأشخاص ذوو مكانة اقتصادية كبرى داخل المجتمع المغربي إذن فالتراتبات لقوتها داخل هذا المجتمع  تمتد إلى الانحرافات  و نفس الأمر في التعليم وفي باقي المجالات و العلاقات الاجتماعية  الأخرى ....
        هذا ، وقد اعتبر العطري بأن المسألة القروية في المغرب  تنتج جدالا واسعا خصوصا عند التطرق للمجال الجغرافي ، فكما تساءل عبد العروي يتساءل عبد الرحيم العطري عن جغرافية و مجال الموضوع القروي بالمغرب ، فهل يمكن اعتبار المجتمع القروي المغربي مجتمعا قرويا جبليا ، أو صحراويا ، أو سهليا ، أو نجديا ....وهل نفس القضايا التي تطرح في إحدى هذه الأنواع القروية تطرح في الأخرى ؟؟ يتساءل العطري ، إن كل مجتمع من هذه المجتمعات له خصائصه وقيمه الخاصة و سيكون بحسب العطري مغامرة إذا اعتبرنا أن جميع الأنواع و التشكيلات للمجتمع القروي بالمغرب هي تشكيلات واحدة وهو ما يؤكد على أن الباحث السوسيولوجي أمام  مساءل قروية متعددة بدل مسألة قروية واحدة وواضحة . لكل ذلك يتساءل العطري ما هي الإمكانات التي يمكن أن تساعد للرقي بالمجتمع القروي و إخراجه من الإرهاصات التي يعيشها ؟ قد تكون هناك حلول سياسية مثل إمدادات الكهرباء ، أو تدخل التقنوقراط في بلورة مشاريع اقتصادية مدرة للدخل ، وهنا يستحضر  عبد الرحيم العطري  تصور ومقاربة  بول باسكون وهو تقسيم الأرض بشكل عادل و إعادة توزيع الثروة الأرضية  و تجاوز الاختلالات العقارية التي تحضر في تدبير المسألة القروية .
   وقد دعى العطري على المستوى السوسيولوجي بإعطاء الأهمية للمسألة القروية باعتبار أن المجتمع المغربي هو  بدرجة كبيرة من أصول قروية . فالذي أدى إلى بروز المشاريع الكلونيالية و تفردها هو اهتمامها بالمسألة القروية في عاداتها و معتقداتها والممارسات و الطقوس التي تمارسها ، وفي هذا الإطار دافع العطري بقوة عن المعرفة الكولونيالية و اعتبرها معرفة ذات جودة و إنتاجاتها العلمية كانت ثقيلة بغض النظر عن ظروفها الأيديولوجية ، بمقابل الإنتاجات السوسيولوجية المغربية التي أكد العطري على أنها لم تحاكي ولم تكن بشكل من الأشكال على مستوى التنظير و المقاربة العلمية للسوسيولوجيا القروية .
       وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء قد نظم بكلية الآداب و العلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط يوم الثلاثاء 14 دجنبر 2010 انطلاقا من الساعة الواحدة بعد الزوال بتنظيم وإشراف طلبة علم الاجتماع بالكلية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire